Page 110 - web
P. 110

‫مقالات وأراء‬

                                                     ‫الدورة الحادية والثلاثون (‪)31‬‬

                                                     ‫لمجلس جامعة الدول العربية‬

                                                     ‫تعزيز حماية الأمن القومي العربي‬
                                                      ‫من الأولويات الراهنة للدول العربية‬

 ‫العميد الأول للشرطة لعروم أعمر‬
‫المديرية العامة للأمن الوطني ‪ -‬الجزائر‬

   ‫عضو الهيئة الإستشارية للمجلة‬

‫بمضاعفة الجهود المشتركة لتحقيق الأمن القومي‬          ‫م َّست الأزما ُت العالمية المتتالية عدة مجالات في‬     ‫ضرورة توحيد الجهود‬
‫وتجسيد مشروع التكامل الاقتصادي العربي َو ْف َق‬       ‫الحياة‪ ،‬وأفرزت تحديات دولية مشتركة‪ ،‬أ َّثرت على‬     ‫لمكافحة الإرهاب والتطرف‬
‫رؤية شاملة‪ ،‬يتم من خلالها توظيف القدرات البشرية‬      ‫الأمن والاستقرار في المنطقة العربية‪ ،‬وأضعفت من‬       ‫بجميع أشكاله وتجفيف‬
                                                     ‫وتيرة نموها الاقتصادي‪ ،‬وق َّلصت فرص تحقيق‬
  ‫والمادية واستغلال التنوع في ثروات الوطن العربي‪.‬‬    ‫التنمية لصالح الأوطان العربية وشعوبها؛ ما دفع‬          ‫منابع تمويله والعمل‬
‫وتوجت أعمال الدورة ‪ 31‬للقمة العربية بإعلان‬           ‫قادة الدول العربية لعقد دورة لمجلس جامعة الدول‬            ‫على تعبئة المجتمع‬
‫الجزائر‪ ،‬وثيقة عبرت بصوت واحد وموقف ثابت‬             ‫العربية على مستوى القمة في هذا الظرف بالذات‪،‬‬
‫عن تطلعات الوطن العربي في هذا الظرف الدولي‬           ‫دورة جاءت بعد تحسن الأوضاع الصحية العالمية‬              ‫الدولي ضمن مقاربة‬
‫الخاص‪ ،‬برؤى حكيمة تطمح لمعالجة المسائل التالية‪:‬‬      ‫والتخفيف من الاحترازات الوقائية التي فرضها وباء‬        ‫متكاملة الأبعاد تقوم‬
                                                     ‫كورونا‪ ،‬وهذا بهدف مدارسة الوضع العام وتعزيز‬
                            ‫القضية الفلسطينية‪.‬‬       ‫سبل التعاون العربي المشترك لمجابهة مختلف‬                 ‫على الالتزام بقواعد‬
                  ‫	•الأوضاع في الوطن العربي‪.‬‬                                                              ‫القانون الدولي وقرارات‬
       ‫	•تعزيز وعصرنة العمل العربي المشترك‪.‬‬               ‫التحديات الراهنة التي يواجهها الوطن العربي‪.‬‬
    ‫	•بناء العلاقات مع دول الجوار والشراكات‪.‬‬         ‫في هذا السياق‪ ،‬انعقدت الدورة الحادية والثلاثون‬                ‫الأمم المتحدة‬
                                                     ‫(‪ )31‬لمجلس جامعة الدول العربية‪ ،‬يومي الأول‬
                          ‫	•الأوضاع الدولية‪.‬‬         ‫والثاني من نوفمبر ‪ 2022‬بالجزائر في جو أخوي‬                                    ‫‪108‬‬
                                                     ‫وتنظيم محكم‪ ،‬شاركت فيها ‪ 17‬دولة عربية‬
    ‫الأمن القومي العربي في مقدمة الأولويات‬           ‫وممثلون عن منظمات دولية وإقليمية‪ ،‬يتقدمهم‬

‫إن الدراسة لروح وثيقة إعلان الجزائر تبين أن حماية‬                    ‫الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة‪.‬‬
‫الأمن القومي العربي المشترك يتصدر اهتمامات كافة‬      ‫وقد أكد المتدخلون في بداية أعمال هذه الدورة‪،‬‬
‫الدول العربية‪ ،‬بل هو القاسم المشترك بين كثير من‬      ‫مركزية القضية الفلسطينية والدعم المطلق لحقوق‬
‫المفصليات الواردة في مضامين المسائل التي تم التوافق‬  ‫الشعب الفلسطيني ودعم حق العودة والتعويض‬
‫عليها بالإجماع؛ حيث أخذت هذه الأولوية حصة‬            ‫للاجئين الفلسطينيين‪ ،‬والتمسك بمبادرة السلام‬
‫الأسد ضمن التوصيات والمخرجات‪ ،‬إلى جانب مسألة‬         ‫العربية لعام ‪ ،2002‬لينتقلوا بعد هذا الملف الأساسي‬
‫التكامل الاقتصادي‪ ،‬الذي بدونه لن تقوم الحماية‬        ‫إلى الأولويات الراهنة التي يجب الإسراع بتجسيدها‬
‫للأمن القومي بمفهومه الشامل؛ ما يؤكد فعلاً مبدأ‬      ‫وسط ما يعيشه المجتمع الدولي من أزمات‪ ،‬وبما‬
‫«لا تنمية دون أمن ولا أمن دون تنمية»‪ ،‬كما أن‬         ‫يسمح من ضمان مصالح المواطن العربي والاستجابة‬
‫مصطلح الأمن والاستقرار نجده يتكرر في عدة مواقع‬       ‫لتطلعاته وتوفير أمنه وشروط تنميته‪ ،‬و ُح ِّددت‬
                                                     ‫هذه الأولويات في محاور أساسية يتقدمها الالتزام‬
   ‫من الوثيقة الختامية التي تضمنها إعلان الجزائر‪.‬‬
‫وقد ورد صراحة ضمن الإعلان الحث على تعزيز‬
‫العمل العربي المشترك لحماية الأمن القومي‬
   105   106   107   108   109   110   111   112   113   114   115